العنف سيد الموقف في مجتمعنا المصري الآن ، حقيقة لا ينبغي رفضها ، أو الإلتفاف عليها ؛ فهو الحاكم الأساسي الآن في العلاقات بين الناس ، هو لا الحوار .
العنف بكل انواعه و كل اشكاله و كل ممارساته علي كل المستويات يستوي فيه الجميع بلا أدني تفرقة ؛ فعنف يمارسه المَعوز ، و آخر يمارسه متيسر الحال ، و الغني . و يُمارس من الغفير للوزير .
أصبح العٌنف هو ثقافة المواطن و دستور حياته و هوائه الذي لا يقدر العيش دونه فلا يعرف جهة أو هيئة تعطيه حقوقه بالاحترام الذي يستحقه و يحفظ له ماء وجهه أو حتي آدميته !! يكفي فقط أن تدخل أي مؤسسة حكومية لتقابل أنواعا ً و ألوانا ً و درجات متفاوتة من إنحطاط إسلوب التعامل و الاحترام المٌفترض . هذا نموذج للعنف المؤسسي .
و يكفي أت تركب سيارة الآجرة حتي تجد الراكب أو السائق أيهما يستخدم العنف ضد الآخر حتي يصل الأمر ربما إلي الضرب أو السُباب . أو ربما كان العنف ياتي في موقف السيارات ممن فرضوا انفسهم منظمين لحركة المرور بهذا الموقف في غيبة – بل و حضور – الوجود الأمني فيفرضون بالقوة الإتاوات علي السائقين فمن يدفع يعمل بحريته ، و من لا يدفع لهم يُطرد غير مأسوف عليه بعدما يتعرض لصنوف من المهانة تجعلك تلعن هذه الدنيا التي تجعل الناس حيوانات بسبب خمسين قرشا َ أو أقل من ذلك .
و عنف يمارس داخل الأسرة من أب أو أم أو إبن أو أخ لأسباب شتي و كفي أن تقرأ صفحات الحوادث بالصحف اليومية لتقف عند حجم المشكلة .
هذه النماذج هي قليل من كثير لا يُمكن حصره في مقال أو كتاب واحد و هو ما يدفعنا للتساؤل لماذا يحدث هذا ، و كيف ننتهي منه . هذا تساؤل مُقدم لباحثي علم الإجتماع – بالخصوص – لوضع أجوبة و إقتراحات لوضع حلول له ؛ لأن الوضع خطير جدا ً لا يحتمل السكوت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق