صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٨-٠٥-٢٧

إحساس

أشعر أن الطير المهاجر قد عاد ، و انه علي بـُعد خطوتين مني مكانا ً ، طيري الذي يتلبسني حضوره دواما.

٢٠٠٨-٠٥-١٧

رسالة إلي إمرأة تكرهني



عزيزتي / التي تكرهني ..

لم أكرهك يوما ً .. فلماذا كل هذا الكره لي ؟

هذا هو السؤال الذي لأجله أضع بعضا ً من مجهودي علي الورق الأبيض لأحاول به فك اللغز : كيف يكرهك بهذه الدرجة من لم تكرهه قط ؟

كان كُرهك سيكون مـُبررا ً ، و مقبولا ً ، لو كنت أحمل لك ِ بين ضلوعي حبة خردل من كره ، أو بغض ، أو عداوة . لكن ما يُحيرني حقا ً و يثير أحيانا ً جنوني قبل فضولي : أن قلبي لم يكن إلا ليجمع بين جنباته كل الود و الخير ، و لم ينطق لساني عنك ِ دائما ً إلا كل ما هو جميل و عذب و شعر و نثر .

أين مساحة التسامح في قلبك يا عزيزتي إن كان سبب كرهك لي هو الخطأ الوحيد الذي ارتكبته في حقك عن غير عمد ، في لحظة إنفعال ، لا يخلو منها إنسان ، و لن يخلو إنسان من لحظة إنفعال أبدا ً ، أين هو التسامح ، و قد إعتذرت لك أكثر من مرة عنه ، و أبديت الندم لأكثر من عام ، و لا يكون ردك إلا مزيدا ً من التأنيب ، و التشبث أكثر بموقفك الكاره لي ؟ أما نحن غير بشر نخطئ و يعذر بعضنا بعضا ً أم نحن ملائكة ليس الخطأ شئ وارد في قاموس معاملاتنا .

إن لك الحرية أن تحددي تعاملاتك مع الناس فتتقربي من هذا و تنبذي هذا ، و تحبي هذا و تكرهي هذا ، و تثقي في هذا و لا تثقي في هذا . لكي مطلق الحرية لكن ليس دون أن تكوني عادلة في تحري المقدمات التي علي أساسها تبنين مواقفك هذه. خطئك الكبير يا عزيزتي أنك تصدرين أحكاما ً قاطعة دون تحري الأساس الذي علي أساسه تحكمي . خطئك أنك تصدرين أحكامك دون النظر في صحيفة الحالة الجنائية للشخص موضع الإدانة فلا سابقة جيدة تشفع ، و لا موقف تحمله لأجلك يغفر . خطئك أنك قاسية .. حادة كالمبرد تمارسين فعل القتل بكل برود الروس و تمارسين فعل السلخ بكل غل البدوي .

أهو الإستهتار أم هو الخوف ؟ أم حساسية مفرطة في التفرط ؟

أأنت ِ مستهترة بالناس .. لا يهمك معاناتهم و الآمهم و ليذهبوا جميعا ً الي الجحيم طالما مسوا ذاتك المقدسة بسوء حتي لو كان عن غير قصد ، حتي لو قدموا لك ِ بعدها آلافا من الإعتذرات .

أم هو الخوف و عدم الثقة في النفس او في الناس او في الحب نفسه ؟

ان كان خوفا ً فخوفك قد طال جدا ً و مغزي طول الخوف الضعف و العجز .
و ان كان عدم ثقة في النفس أن تكوني مثلا غير متأكدة من قدرتك علي إصدار الاحكام الصحيحة علي الناس فمعناه أن التردد هو من سماتك و عليكي أن تعلمي أن التردد الكثير يؤدي إلي عدم الحسم و من ثم إلي الفشل .
و ان كان عدم ثقة في الناس ، فأصابع يدك ليست كبعضها كما يقولون فهناك دائما ً السئ و الجيد و هناك الحسن و القبيح و هناك الطيب و الشرير . أما الاعتقاد ان كل الناس سيئين و خطرين فهو في حد ذاته اعتقاد مؤشراته خطيرة و غير طيبة بتاتا ً .
و ان كان عدم ثقة في ان يكون هناك من يحبك .. فمعناه ان الخلل كله يكمن فيك . يقول الشعر : كن جميلا ً تري الوجود جميلا ً . و يقول الانجيل – ما معناه – الطيب لا يري غير الطيب .

و ما يحز في نفسي : أني كنت معك كتاب مفتوح . أعتبرك جزء مني . أفرح لفرحك ، و اتألم لألمك . أزود عنك ِ من خلفك ضد من يحاول وصمك بسوء . و لأ أخفي حين داهمتني لأول مرة بسببك نوبة من هستريا البكاء حين حاول صديق قديم لي تشويه صورتك ظلما ً و جورا ً ، و ما كان هذا إلا حقدا و حسدا ً و غيرة و ضعف حيلة منه حين عجز عن ضمك إلي قائمة حبيباته . بكيت علي قذارته ، و دناوة الانسان حين يكون جشعا ً ، و لا يملك حين يخسر في شئ كهذا الا التشويه و الكذب و الافتراء . بكيت . و لا أخفي هذا ، و لا أتنكر له . فليس يعيب الرجال البكاء حين يشتد عليهم الخَطـَب . و يحز في نفسي هذا كلما تذكرت ما قاله نزار : لم تعرفي معني رجل يكتب إليك . فيكون في حالتي : لم تعرفي و لم تقدري معني رجل بكي لأجلك ذات يوم .

لا أريد بقولي السابق أن تفسير موقفك هذا بأنه عدم ثقة في الأمور السابقة ذكرها ، بتحليلاتهم السابقة ايضا ً أني أريد العيب فيكي .. أو التشفي منك .. حاشا لله هذا . لكن ما اريده من طرح هذه التساؤلات و محاولة الاجابة عليها بهذه التحليلات هو محاولة فهم : جذور موقفك الغامض ، و من ناحية أخري محاولة مساعدتك علي فهم نفسك . بمعني آخر : هو نوع من الصراحة الفجة – و هو نوع من انوع النصح حين يكون شخص ما يرقد في سـُبات عميق يغيبه عن الواقع أو يعزله عنه ليفيق من سُباته هذا و اضعا ً النقاط علي الحروف ليعيد اتزانه مرة أخري – أقول هو نوع من الصراحة الفجة لأجل مساعدتك علي معرفة نفسك أولا و معالجة عيوبها . و ثانيا ً – و هو الأهم – لمحاول أن أجد بنفسي لنفسي – و ربما لنفسك – سبب أو مبرر منطقي مقبول – يجعلك – ان صح فهمي للامر – تكرهيني لهذا الحد . و هي محاولة ما كنت لاقوم بها . لولا يقيني أنك شطبتي بالقعل وجودي من حياتك كأني شيئا ً لم يكن . فلم يعد لي غير السؤال وحدي .. و بالطبع محاولة الجواب وحدي .. لماذا تكرهيني كل هذا الكره ؟

24/3/2008

٢٠٠٨-٠٥-١٥

حيرة

كلما أراها - صدفة - في طريقي ، لا أدري لماذا ( أخجل من نفسي ) و أعتذر لها مني ؟

٢٠٠٨-٠٥-٠٨

ديانة رئيس الدولة


من الإشكاليات المطروحة بقوة في الحوار السياسي المصري إشكالية ديانة رئيس الدولة ، البعض يرونه لا ينبغي إلا أن يكون مسلما ً لأننا – بحسب رأيهم – شعب ذي أغلبية مسلمة ، بينما يري آخرون – أنا معهم – أن ما يرونه – مع كل الإحترام لهم – لا مبرر له سوي دعمهم ، المٌعلَن أو الخفي ، لفكرة الدولة الدينية حتي و إن أعلنوا أنهم مع الدولة المدنية .
الدولة المدنية بمفهومهم ليست كالدولة المدنية بالمعني الصحيح لها ، ليست دولتهم المدنية في حقيقتها هي دولة المواطنين بل هي دولة الرعايا ، و شتان الفارق بين المواطنين و بين الرعايا ؛ فالأولون لهم كامل الحقوق السياسية و العامة يعاملون معاملة تليق بانسانيتهم فهم صناع واقعهم و إرادتهم علي عكس الرعايا الذين هم دائما ً في موقع المفعول به ، لا يتعاملون معاملة إنسانية كاملة فمعاملتهم تقوم علي انهم بشر أقل في الدرجة أو أقل في النوع ، و المقصود بالدرجة ( درجة الأهمية و الفاعلية في صنع الأحداث التي تهم المجتمع الذي يعشيون فيه سواء سياسية أو إقتصادية أو غيرها. إلخ..). و المقصود بالنوع ( الإختلاف سواء كان عرقيا ً أم لغويا ً أم دينيا ً ).و بإختصار فالدولة المدنية الحقة هي الدولة التي تعترف بأن سكانها مهما إختلفوا في الدين أو في العرق أو في اللغة هم قبل كل شئ بشر و أن أي إختلاف بينهم لا يجوز له أن ينتقص شيئا ً من إنسانية الإنسان . هذه هي أبسط شروط الدولة المدنية التي يتم التنكر لها ، أما القول بدولة مدنية مشروطة بحكم مسلم لها لأن الأغلبية مسلمة ، أو حكم مسيحي لها لأن الأغلبية مسيحية و هلم جرا فهذه دعاوي جائرة يتخبي وراءها شبح دولة خليفة أو بابا .
الإمام علي بن أبي طالب له قول جليل أحسب فيه رد شاف كاف لمن يجعلون الأفضلية بين الناس علي أساس الدين وحده ، فماذا يقول الإمام ؟
يقول : " الناس صنفان : أخ لك في الدين و شريك لك في الخَلق" .
أي : إخوة الدين لا تنفي صفة الخلق عند من لا يؤاخيك في الدين ، فهو لك فيه شريك ، لا ينقص عنك فيه قدم و لا يد و لا عقل ، و ما دام هو شريك لك في الخلق فأجدي به أن يكون لك شريك في الحياة و مشاركته لك في الحياة معناها المشاركة في حلوها و مرها ، خيرها و شرها ، ما يسري فيها عليك يسري عليه ، و ما يسري عليه يسري عليك ، ما تراه انت تجاه قضية أو هم عام لابد و انه يشاركك هو فيه ، لأنه شريك لك في الحياة ، و شريك لك في الخلق تماما ً . هذا المعني الذي صاغه الأمام علي هو نفس ما عبر عنه الرسول محمد في دستور المدينة الذي جعل فيه كل سكان المدينة مسلمهم و غير مسلمهم " أمة واحدة " متساوية الحقوق و الواجبات . و هذا المعني الذي صاغه الإمام في تقديري لو كان قد تمكن من حسم الصراع ضد معاوية لصالحه و تم ترسيخه في بناء الدولة الاسلامية الناشئة آنذاك لربحت البشرية كلها كثيرا و لأختصر كثير من الوقت حتي يستطيع فلاسفة أوربا في عصور الأنوار تأسيس هذا المبدأ و جعله من مبادئهم الأساسية التي تبلورت في " الحرية – الأخاء – المساواة " . قد يقول قائل هذه المبادئ موجودة في دين الإسلام . أقول نعم . و لكنها شوهت و أفرغت من مضامينها الحقيقية الصريحة . و السبب بكلمة جامعة سيطرة منظومة فكرية نقلية حِفظية غير نقدية علي تفكيرنا منذ عصر التدوين الإسلامي ( القرن الثاني الهجري ) حتي الزمن الحاضر .
هذه المنظومة الفكرية النقلية الجامدة هي التي تجعلنا نقع في أمثال هذا الجدل الذي من المفترض أن نمر عليه مرور الكرام متفكرين فيما هو أجدي منه و أنفع ، و لكن لماذا نقع في هذا الجدل العقيم و نبذل فيه من الوقت و الجهد الشئ الكثير ؟ و الجواب لأن المنطومة الفكرية التي تحكمنا في بذور تكوينها نشأ التعصب الذي ورثناه عنها ، التعصب الذي يزين لنا عيوبنا و يختلق لها المبررات و الأعذار و يخترع الحجج ، التعصب الذي خدعنا و صور لنا أننا المسلمون بعامة خير أمة أخرجت للناس ، خير أمة حتي بعصاتنا بزناتنا بمجرمينا بسفاحينا . هذه المنظومة هي التي أعطتنا هذا الوهم بالأفضلية و القداسة و السمو و بأننا أننا مسلمون فنحن الأعلون دائما ً حتي و نحن أمة تتداعي علينا الأمم كما تتداعي علي القصعة الكلاب .
إن الذين يقولون ان رئيس الدولة لابد و أن يكون مسلم لأننا أغلبية مسلمة لابد و أنهم أحد إثنين : إما متعصب ، و ذم الإسلام التعصب و حَمد التسامح فأدعوه الي التسامح ، و إما جاهل بتطورات الدنيا و أن لكل حكومة سلطات ثلاث : تنفيذية و تشريعية و قضائية . و أن الرئيس إما منصب شرفي و إما هو رئيس السلطة التنفيذية و أنه يحكم بمقتضي دستور و قوانين يضعها و يشرعها أو يوافق عليها برلمان يمثله ممثلون عن الشعب يمثلون تياراته الفكرية المتعددة و المتباينة . و أن الدولة لم تعد خاضعة لمشيئة حاكم فرد – اللهم إلا في بعض الديكتاتوريات – و أن الدولة الحديثة دولة مؤسسات . الدولة لم تعد في خدمة الحاكم بل الحاكم هو الذي في خدمتها .

٢٠٠٨-٠٥-٠٣

آه منك يا " مايو "

هناك توقيتات معينة لا ينساها الإنسان لارتباطها بذكريات و حوادث خاصة ، توقيتات يتمني المرء لو أن الزمن عندها تجمد ، لكن تظل هذه الافكار مجرد تمنيات .
يا شهر مايو كم أحبك ، كم تعطيني البشري و الأمل في انه ما يزال في دنيانا يوجد أناس طيبون رائعون بسطاء . لا املك ان ابوح الآن بذكرياتي الجميلة في مايو .. يكفي أن أقول أني انتظر مايو من كل عام ...
أظل طول العام كالطير المهاجر لا أرجع إلي وطني و لا أشعر بالسلام إلا في حبيبي مايو .

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.



الشتم لغة العجزة