صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٩-٢٦

مداخلتي في الحوار مع د. شيماء عرفات عضو الهيئة العليا لحزب الغد




في البداية أرحب بـــ د. شيماء عرفات . و لي تعقيب و مجموعة أسئلة أرجو أن تكون إجاباتها وافية

أما التعقيب

فبخصوص السؤال الذي طــُرح حول دينية الدولة ، و المرجعية الدينية في الحكم . و هو السؤال الذي يــُثار كثيرا ً ، و يــُجاب عليه كثيرا ً ، و رغم هذا فإنه يكاد يكون ، بل هو بالفعل ، سؤال أساسي ، يــُطرح في هذا المنتدي ، و في أروقة الحزب ، و مؤتمراته ، و من المفترض - في رأيي - بعد كل هذه المدة الغير قليلة ، أن لا يــُطرح من الأساس ؛ لأن طرحه بصورة دائمة ، ليس كما يتوهم البعض فرحاً أنه رغبة في المعرفة قدر ما هو بيان لا شك فيه عن تقصير الحزب في جانب مهم جدا ً ، ألا و هو جانب التثقيف ، و التوعية السياسية ، و في رأيي أن هذا دليل تخبط يعاني منه الحزب ، يستلزم من القائمين علي الحزب الإسراع بحله إن كان هناك بقية من أمل
و أقول في هذه المسألة

أولا ً : أن الدولة ، أي دولة ، تشتمل علي عناصر سكانية متباينة إثنيا ً ، أو لغويا ً ، أو ثقافيا ً ، أو دينيا ً ، أو فكريا ً ، و هو ما يعني إنه من
الصعوبة توحيد كل الآراء ، و صهرها في بوتقة واحدة لصالح الوطن ، إذا كانت هناك مجرد شبهة في محاباة طرف علي حساب طرف ، أو عنصر علي حساب عنصر ، أو طائفة علي حساب أخري ، إذا كانت هذه الدولة تنشد الإستقرار و السلام . من هنا كان يجب علي الدولة أن تكون محايدة تجاه كل الأطراف هذا أولا ً ، و أن تلتزم تجاهمم بدستور يشاركون جميعا ً في صياغته بالتراضي بينهم ، هذا ثانيا ً .
ثانيا ً : موقف الحياد الذي يجب أن تتخذه الدولة لابد أن يكون حيادا ً من كل الأوجه الديني منه و الدنيوي ؛ حتي لا يكون أكذوبة يشدو بها الجميع ، و تنقلب في النهاية الحفلة إلي مأتم . و هو ما يعني أن الدولة حين نتعامل معها أن نتعامل معها علي أنها شخصية إعتبارية ، و الشخصية الإعتبارية قانونا ً ، لا صفة لها
ثالثا ً : بناء علي ما سبق فإن القول بدينية الدولة ، أو قيامها بناء علي مرجعية إسلامية هو شئ من العبث ، و المزاح الثقيل ، و اللعب بالعقول و بالعواطف ، و هو شئ يأباه المنطق السليم ؛ لأن الأديان ما نشات لتنشئ دول ، و ما ينبغي لها هذا ؛ حفظا ً لها و صيانة من ألاعيب السياسة و مكرها و حيلها ، و إنما الأديان هي لخلق فرد صالح ، و مجتمع صالح ، و ليس لخلق سياسة مؤمنة ؛ فالسياسة تفشل حين تكون مؤمنة ، هذا ما يثبته التاريخ ، و تكفي فقط المراجعة في التأريخ الإسلامي لمواقف آل البيت العلوي الذين تعاملوا مع السياسة من منظور أخلاقي بحت فكانت النهاية مؤلمة و فاجعة و فاشلة كل الفشل
رابعا ً : إن المعني في الدستور في المادة الثانية هو مبادئ الشريعة الإسلامية ، و ليس أحكامها . و شتان الفارق بين الأولي ، و الثانية
الأولي المقصود منها هو : - حماية الارواح و الممتلكات و حرية العقل و الفكر و المُعتقد .. و هي مبادئ عامة تجوز لكل زمان و مكان سبقت في عظمتها و روعتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . أما أحكام الشريعة الإسلامية فهو ما نرفضه في الدولة المدنية شكلا ً ، و موضوعا ً ؛ لأن الأحكام التي سيتم الإعتماد عليها في هذه الحالة ، هي إجتهادات فقهاء عظام في عصور سابقة لا تناسب العصر الذي نعيشه ؛ فهي في حال العمل بها تكون ردة إلي القرن الرابع الميلادي ، و من ثم فهي لا تلائم عصرنا بمُتغيراته و ثقافته الجديدة هذه واحدة ؛ و لأن تطبيق أحكام الشريعة بأي إجتهاد لأي عصر ، حتي لو كان عصرنا الحاضر ، فيه تجميد للدين نفسه ، و يمنع الإجتهادات ، و لنا هنا سند من التاريخ ؛ ففكرة تقنين الشريعة ظهرت أيام العصر العباسي ؛ فالخليفة أبي جعفر المنصور لما اتسعت حدود الدولة أراد أن يوحدها بقانون واحد فأحضر الإمام مالك و طلب منه التعهد بهذا الأمر ، فرفض مالك ، و نفس القصة تكررت مرة أخري مع أبي حنيفة و رفض أيضا ً ؛ لأن في هذا إنتقاصا ً من شأن الدين ، و لعبا ً به ، و هو ما فطنوا إليه ، و ما يُحمدون عليه
إذن فلعل ما سبق يفض الاشتباك بين العلاقة بين الدولة و الدين ، و أن الدولة ينبغي أن تكون محايدة حتي بالنسبة للدين ، حتي لا تكون فتنة في الأرض ، و يُستبد باسم الدين ؛ بعبارة أخري هذا هو المعني الذي نقصده من أن فصل الدين عن السياسة هو صون و حماية للدين من عَبث السياسة . بعبارة أخري الدين خير و السياسة شر ، و خلط الدين بالسياسة أشر ، و فصلهما فيه الخير للدين و للسياسة معا ً ، و للمحكومين أيضا ً
لمزيد من المتابعة

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

محمد ازيك عامل ايه؟

انا كاتب مقال اظن حيعجبك منتظرك عندي ف المدونة


بالنسبة للكلام مش عارف ليه حاسس انه متناقض


ازاي الدين مالوش دعوة بالسياسة وهو الي بينظم حياة الفرد والمجتمع

وهل يجب ان تكون السياسة كافرة
اما السياسة المؤمنة كخة

وعلي كده ايه هو تعريف السياسة عشان الدين يترفع عنها مادام هي وحشة كده

ومادام هي وحشة ويع بتحط ايدك فيها ليه

السياسة هي علم ادارة المجتمعات البشرية واظن اذا تكلمت عن البشر فحدث ولاحرج عن الدين
ثم ان الاسلام له طبيعة خاصة
لانه الرسالة الخاتمة
والقرا ملاين سياسة ماتعدش
والرسول صلي الله عليه وسلم بذاته مارس السياسة علي كل مستوياتها

Mo Magdi يقول...

صديقي العزيز إسلام

شكرا ً علي اهتمامك الدائم بوضع تعليقات حول مواضيعي .

و بالقعل قرأت لك موضوع الشك علي مدونتك - الموجود رابطها علي مدونتي - و هو مقال رائع .

بالنسبة لمقالي هذا فإني أشكرك علي نقاط إعتراضك لأن هي عين ما كنت اريده ان يثير حفيظة وجهة النظر الأخري التي تري في علاقة الدين بالسياسة علاقة لا انفصام لها بشكل مباشر .
بداية لابد من التنويه لنقطة اظن سنتفق عليها و هي ان الدين مكون اساسي و ضروري في حياة الافراد و المجتمعات و لا غني عنه و لا بديل و هناك عبارة لاحد مفكري الغرب لا اتذكرها علي وجه الدقة فحواها ان المجتمعات تؤول الي الخراب بدون الدين . هذا ما نتفق عليه و لا نختلف .
ما ما نختلف عليه فهو توظيف الدين داخل المجتمع كيف يكون شكله ؟

بحكم صداقتي لك و بحكم انتماءك للاخوان المسلمين فانت تري في الاسلام نظرية شاملة من كافة الوجوه حتي السياسي منها .
و يكون من الاجحاف ان ننكر ان الاسلام يمتلك من المبادئ العامة ما يؤهله لصياغة نظرية سياسية عصرية تؤائم العصر و تطوراته . لكن ينبغي ايضا ً ذلك الاعتراف بعدم وجود مثل هذه النظرية حتي الان .
لسبب في رايي هو من اخطر الاسباب .
و هو عدم الوصول الي شكل يضمن عدم خلط السلطة السياسية بالدين و هو الذي نعاني منه منذ دولة معاوية حتي العصر الحالي فكان ما كان من الاخطار و الحماقات السياسية التي ارتكبت زورا و عدوانا باسم الدين .
و هذا الخطر الذي نحذر منه سيكون وبالا لا علينا فقط بل علي العالم اجمع .
و لنا عبرة في الحروب الصليبية في القرون الوسطي و في الحروب الامريكية في افغانستان و العراق و هي التي قامت بسبب خطاب بوش الديني المتطرف .
من هنا كانت المناداة بعدم خلط الدين بالسياسة تحت اي شكل و تحت اي مسمي .
اتفق معك ان الدين وضع القواعد لقيام نظام سياسي لكن لا لكي يحكم باسمه بل لتسيير مصالح الناس بالشكل الآمن و الأسلم . هذا ما اراه روح الاسلام حين وضع هذه القواعد فمتي تحققت هذه القواعد و باي شكل كان الدين قد اكمل دوره في هذه النقطة دون الحاجة لأن يكون للحاكم شرعية بوضع مصاحف علي اسنة الرماح او دون الحكم بهيئة فقهاء او دون الحاجة حتي الي مؤسسة دينية يستعين بها الحكام الزاما ً او استشارة

و لك الشكر .
و اعدك سافرد لهذا الموضوع مقال

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.



الشتم لغة العجزة