صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٨-٠٩-١٤


هل أٌحبك ؟
سؤال حِرت في جوابه ، هل أنا أحبك ؟
و إذا كنت أحبك فما حيرتي هذه ، و ما سؤالي، أليس الحب هو اليقين؟!، أو علي الأقل هو أحد درجاته؟
هل أنا أحبك ؟
سؤال أبحث عن جوابه في يقظتي و منامي،في فرحي و حزني ، في إنتشاءاتي، و في إنكساراتي، سؤال أبحث عن جوابه حين أٌحس أني ملك الدنيا،أو حين أحس أني لا أملك من أمري شيئا .
هل أنا أحبك ؟ سؤال أبحث عن جوابه بلهفة و شوق بالغين فدون الجواب لا تكتمل حقيقتي ، و دون الجواب تضيع نفسي .
تـٌراك ِ أنتي حقيقتي ؟!
تـٌراك ِ أنتي نفسي ؟!
تـٌرانا واحد ؟! نفس واحدة و روح واحدة و حقيقة واحدة .
تٌرانا الكل و أنا و أنتي أجزاؤه ، أنا و أنتي جزئيه ؟!
تٌراني أحبك ؟
لا أعرف عن سؤالي جوابا ً، لا أعرف عنه جوابا َ كافيا َ شافيا ً وافيا ً .
لا اعرف عن سؤالي جوابا ً، و لا أعرف لماذا انا لا أعرف هل أحبك أم ما أخاله أوهام و أباطيل ؟!
لا أعرف لماذا يبعٌد عني اليقين، لماذا ليس لسؤالي جواب من اليقين.
و أعرف أن الأشياء إذا خلت من اليقين ضعف الإيمان فيها و وهن الإعتقاد بها، ومع هذا فأنا في إشكال ، في سؤال آخر: لماذا إذا كان سؤالي حولك يفتقد لجواب يقيني قاطع و حاسم إلا إني عندي إيمان بأن سعادتي ستكون علي يديكي ، و عندي إعتقاد إنك الجزء المكمل لجزئي ، البعض المٌكمل لبعضي لنساوي في النهاية الواحد الصحيح .
فكيف يكون عندي مثل هذا الإيمان فيكي و الإعتقاد فيكي و رغم هذا يفتقد سؤالي هل أحبك ليقين .
قالوا " الشك أحد مراتب اليقين " فهل أنا الآن في طور الشك الذي سيوصلني يوماً لليقين الباحث عنه في جواب سؤالي : هل احبك ؟
لا اعلم ، لا اعرف، غير متأكد من شئ غير أني حين أراكي في الطريق أقتمص بشكل لا إرادي دور العصفورة التي تحوم حول عٌشها فأحوم حولك و لا أعلم لماذا حين أمشي بالقرب منكي كأن في روحي شئ يخرج مني ليدخل في روحك ،
أو لعله شئ يخرج من روحك ليدخل في روحي ، لماذا إذا كنا علي خط إلتقاء واحد و لا يفصل بين جسدينا إلا مليمترات قليلة أشعر بإنتهاء الزمان، لا بل أشعر بأن الزمن أكذوبة إخترعناها لنهون علي أنفسنا قسوة الحياة و رتابتها.
و إذا كنت أشعر بهذا فما معني شعوري هذا ؟
و إذا كنت كلما حاولت الهروب من محاولة البحث عن جواب لسؤالي هل احبك و شَغَلت نفسي بفتاة أخري ، رجع إليً نفس السؤال ، و أشد ، هل أحبك ؟؛ فكلما هربت منكي عدت إليكي ، و مع هذا فليس عندي يقين علي جواب السؤال ، و أحيانا ً لا يكون عندي يقين عن السؤال نفسه ؛ فأقول لنفسي : سؤالي الذي أسأله نتيجة فراغ أمر به ، و وهم لذيذ أحب أن أعيش فيه حتي أٌلهي نفسي في شئ ، و يتبدد ما أقوله لنفسي بأن الأمر مجرد وهم لذيذ سببه محاولة إلهاء نفسي في شئ نتيجة فراغ أمر به إذا تذكرت إمتلاء يومي بالعمل و الجميلات اللاتي يعرضن انفسهن عليً من حين لحين ؛ فالأمر إذن ليس وهم و ليس فراغ . فما هو ؟ ما هو إذن هذا الأمر الذي يجعلني مشغول لهذا الحد بهذا السؤال هل أحبك ؟
إحتياج أم رغبة ؟
إحتياج ماذا ؟ و رغبة في ماذا ؟
و ما هذا الذي أحتاجه، و أجده عندك ، و لا أجده عند غيرك ؟
و لماذا قد أشعر بالإحتياج عندك لشئ ما، أقول شئ ما فأنا حتي لا أعرف ما الذي قد أحتاجه منكي أنتي بالذات، لا أعرف ما الذي أحتاجه منكي و لا أجده عند غيرك ، لا اعرف ، لا اعرف ما هو بالتحديد .
و الرغبة .
رغبة في ماذا ؟
رغبة في الشعور بإهتمام. لم لا ؟
و لكن لماذا إهتمامك يثير إهتمامي و يحرك رغبتي .
يقولون " القنص: غريزة عند الذكور " .
القنص غريزة الذكور، الرجال ، و أنا رجل .
أيكون كل سؤالي هذا و التعب و الأرق الذي سَبَبه لي هو أني أرغب في أن أقتنصك .
أيكون رغبة مني في ممارسة دور الصياد الذي يصيد الكناريا ليضعها في قفصه ليستمتع بجمالها وحده ؟
و إذا صح هذا فلماذا إخترتك دون بقية الكناريات ؟
لكن تاريخي يشهد أني ما كنت صيادا ً غشوما ً، و لا معتد علي الحريات و علي الجمال.
يشهد تاريخي إني ما كنت أمتلك في قصوري سبايا أو إماء .
بل يشهد تاريخي إني ما ملكت يوما ً القصور و لا حتي قفص أحبس فيه الطيور فأنا ضد أن يكون تلذذي بجمال الطيور علي حساب حريتها فالطيور تكون أجمل حين تكون حرة .
هل أحبك ؟
و إذا كنت لا أحبك فلماذا أنا مشغول بالجواب ؟
و هل لا يكون الإنشغال إلا في المواضيع المهمة .
و ما معني أن تكوني موضوع مهم بالنسبة لي، غير أن اكون أحبك ، أو أن يكون في قلبي مس من حبك ؟
و إذا كنت مشغولا ً في سؤالي لهذا الحد،و إذا كنت تائها في جوابي بهذا الشكل، و إذا كان اليقين هارب مني فلماذا يهرب، لماذا يتهرب ؟ لماذا يضعني في هذه الحيرة التي تقتلني ببطئ، و هل عذاب أقسي من الموت البطئ أوليس قتل الرحمة السريع أرحم منه و أكثر إنسانية و راحة ؟!!
و هل تكون حيرتي تلك لأجل أني كنت كمناد ٍ في صحراء قفر يطلب الغوث و المدد فلا يرتد حتي رجع صداه إليه فلا يشعر إلا بالألم و الإضطراب و الشك و الخوف و القلق .
هل أنا فاقد لليقين في جواب سؤالي: هل أحبك ؟ لأني مُذ ناديت عليكي و أنا انتظر منكي حتي رجع صداي ؛ فلا أنتي أجبتي و لا صوتي رجع إلي، كأني ألقيت بحجر في بحر عميق فلا أمل في رجوع الحجر و لا إمكانية للغوص في اعماقه لأنها بعيدة و عميقة و سحيقة تأتي علي من يحاول إقتحامها لأنها فوق الإحتمال، و فوق القدرة، و فوق الإستطاعة، و الأمل الوحيد هو أن يَمن البحر علينا بخروج الكنز الذي يٌكنه في أعمق اعماقه .

الإسكندرية
11/9/2008



هناك تعليقان (٢):

Mohamed Abdelgeleel يقول...

مركز ضحايا لحقوق الانسان بالاسكندرية يهيب بكل الناشطين والاعلاميين والصحفيين ولجان حقوق الانسان للمشاركة فى المؤتمر الصحفى الحاشد من وراء اغلاق مدرسة الجزيرة بالاسكندرية جريمة تشريد الف تلميذ بالاسكندرية باغلاق مدرستهم فى اول ايام الدراسة وذلك يوم الجمعة الموافق 19/9/2008 فى تمام الساعة التاسعة مساءا بنادى المحامين - كورنيش جليم - الاسكندرية

غير معرف يقول...

السلام عليكم
صور جمالية ولا اروع
بجد بجد بجد مش قريت كلمات بجمال كلماتك دى فى وصف حالة كلنا بنمر بيها
ممكن نتمسك بوجود انسان فى حياتنا لكن دون الاتباط بعلاقة معينة محددة مقيدة بالتزامات وحقوق وواجبات الا ما تحدده اللحظة التى نعيشها معهم وقد تختلف من لحظة لأخرى مابين حب او صداقة او حتى أخوة .
أتمنى ألا تجد اجابة السؤال
تحياتى وتقديرى واحترامى

شيرين هلال

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.



الشتم لغة العجزة