صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

الصمت


أصيب المصريين بداء " الخرس " سؤال يطرح نفسه وبقوة .. ؟ ما أسبابه ؟ و ما علاجه ؟ هل " الخرس " طبع في المصري لا يمكن أن يغيره . أقول " الخرس "و ليس الصمت .. فالصمت يكون لمن يملك لسانا ًَ يستطيع أن ينطق به كيفما شاء ,وقتما شاء حتي لو طال سكوته , و لكن الخرس يكون لمن لا يملك من الأصل لسانا ً يستيطع أن ينطق به أبدأ , أو أن ينطق كلاما ً لا يفهم منه شيئا ً . الحقيقة أننا قطيع من الخرس حسب وصف صديق لي , قال معلقا ً حين أخذت رأيه في صمت المصريين فقال ببساطة إنه " صمت الماعز " و إن كانت الماعز أكثر خيرا ً منا لأنها تعبرعن مواقفها بإصدار صوت ينبه كل من يسمعه إلي لهجة الإحتجاج و الإعتراض بينما نحن لا يسعنا إلا ضرب كف بكف و إنتظار المفاجآت . تأمل أي تمثال فرعوني .. بل ومصري حديث .. يعبر عن المواطن المصري . ستجده لمواطن قليل الكلام . هذا المصري لا يحب بطبعه أن يتكلم كثيرا ً و لعل ليس كل الخير مستحبا ً , فعلي الرغم من أن الرجل من خصاله الطيبة عدم الثرثرة إلا أن هذه الصفة الحميدة التي هي في أساسها مدخل إلي الحكمة , لو حسن تطويعها , قد استغلت من الحكام المصريين علي مر العصور أبشع و أسوأ إستغلال , إذ ربطوا الدين بالدنيا , ربطا ً غير منطقيا ً , يجعل المصريين يعيشون و يعمرون و يحتملون الضيم و الذل و لا يقاومون بحجة إن ما في الآخرة أحسن عاقبة ً و أن الحساب يكون يوم الحساب , و هذه العقلية التراثية , هي لا شك عقلية متخلفة تتنافي مع صحيح الدين نفسه , و لا أعني دينا ً معينا ً ,و لكن من بديهيات أي دين , رفض الظلم و مقاومته , إذ أن الغرض منه هو نشر العدل الذي هو نقيض الظلم أساساً و من ثم فلا عدل مقترن بظلم . و لكي يتحقق العدل فثمة آليات تساعد عليه , من اولها و أبسطها , التنبيه إلي مواضع الخلل وكشفها و فضحها , و من أسف ٍ أننا الآن في وضع ٍ محزن مخز فقدنا فيه حتي هذا الأساس الأول , إلا قليلا . و لا يعني ما سبق عرضه أننا أمة ميتة مواتا ً تاما ً بل ربما يكون تعبير الموت ذاته غير دقيق و يكون الأنسب القول بأننا " أمة غافية " و لكن طالت غفوتها أو يكون الأكثر دقة أن نقول" أننا أمة في غيبوبة طويلة " قد نستفيق منها للحظات , لكن لا نحسن إستغلال هذه الإستفاقة فندخل من جديد في طور الغيبوبة و هنا مكمن الخطر . فترك الأشياء هكذا و دون علاج يجعلها أمراض متوطنة صعب أن تغادرنا إلأ بمقاومة عنيفة وغالبا ً ما تفنينا لان مقاومتنا اما تكون ضعيفة و اما لا نقاوم اصلا ً.و هنا نصل إلي أصل المشكلة , فالصمت أصبح مرض متوطن فينا تطور إلي خرس . و السؤال هل هو مرض بلا علاج . و الجواب بالطبع لا فلكل داء دواء . و السؤال الآخر وكيف يكون العلاج ؟ العلاج يكون بأسباب المرض نفسه . بأن نتخذ الإجراءات التي تهدم هذه الأسباب من أساسها و نستخدم نقائضها .. فنحارب التقديس الوهمي للحاكم بوضعه في حجمه الطبيعي , و في الوقت نفسه لابد من اعادة نشر المفايهم الصحيحة و نبذ الأفكار الهدامة التي تدعو الي السلبية و التبعية و الاستسلام .نحتاج إلي تحركات متكاتفة و متنوعة .. سياسية و أجتماعية .. و تثقيفية .. لكسر حاجز الخوف و الصمت ... و هي تحركات تحتاج لنفس طويل و ارادة حديدية

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة