أصيب المصريين بداء " الخرس " سؤال يطرح نفسه وبقوة .. ؟ ما أسبابه ؟ و ما علاجه ؟ هل " الخرس " طبع في المصري لا يمكن أن يغيره . أقول " الخرس "و ليس الصمت .. فالصمت يكون لمن يملك لسانا ًَ يستطيع أن ينطق به كيفما شاء ,وقتما شاء حتي لو طال سكوته , و لكن الخرس يكون لمن لا يملك من الأصل لسانا ً يستيطع أن ينطق به أبدأ , أو أن ينطق كلاما ً لا يفهم منه شيئا ً . الحقيقة أننا قطيع من الخرس حسب وصف صديق لي , قال معلقا ً حين أخذت رأيه في صمت المصريين فقال ببساطة إنه " صمت الماعز " و إن كانت الماعز أكثر خيرا ً منا لأنها تعبرعن مواقفها بإصدار صوت ينبه كل من يسمعه إلي لهجة الإحتجاج و الإعتراض بينما نحن لا يسعنا إلا ضرب كف بكف و إنتظار المفاجآت . تأمل أي تمثال فرعوني .. بل ومصري حديث .. يعبر عن المواطن المصري . ستجده لمواطن قليل الكلام . هذا المصري لا يحب بطبعه أن يتكلم كثيرا ً و لعل ليس كل الخير مستحبا ً , فعلي الرغم من أن الرجل من خصاله الطيبة عدم الثرثرة إلا أن هذه الصفة الحميدة التي هي في أساسها مدخل إلي الحكمة , لو حسن تطويعها , قد استغلت من الحكام المصريين علي مر العصور أبشع و أسوأ إستغلال , إذ ربطوا الدين بالدنيا , ربطا ً غير منطقيا ً , يجعل المصريين يعيشون و يعمرون و يحتملون الضيم و الذل و لا يقاومون بحجة إن ما في الآخرة أحسن عاقبة ً و أن الحساب يكون يوم الحساب , و هذه العقلية التراثية , هي لا شك عقلية متخلفة تتنافي مع صحيح الدين نفسه , و لا أعني دينا ً معينا ً ,و لكن من بديهيات أي دين , رفض الظلم و مقاومته , إذ أن الغرض منه هو نشر العدل الذي هو نقيض الظلم أساساً و من ثم فلا عدل مقترن بظلم . و لكي يتحقق العدل فثمة آليات تساعد عليه , من اولها و أبسطها , التنبيه إلي مواضع الخلل وكشفها و فضحها , و من أسف ٍ أننا الآن في وضع ٍ محزن مخز فقدنا فيه حتي هذا الأساس الأول , إلا قليلا . و لا يعني ما سبق عرضه أننا أمة ميتة مواتا ً تاما ً بل ربما يكون تعبير الموت ذاته غير دقيق و يكون الأنسب القول بأننا " أمة غافية " و لكن طالت غفوتها أو يكون الأكثر دقة أن نقول" أننا أمة في غيبوبة طويلة " قد نستفيق منها للحظات , لكن لا نحسن إستغلال هذه الإستفاقة فندخل من جديد في طور الغيبوبة و هنا مكمن الخطر . فترك الأشياء هكذا و دون علاج يجعلها أمراض متوطنة صعب أن تغادرنا إلأ بمقاومة عنيفة وغالبا ً ما تفنينا لان مقاومتنا اما تكون ضعيفة و اما لا نقاوم اصلا ً.و هنا نصل إلي أصل المشكلة , فالصمت أصبح مرض متوطن فينا تطور إلي خرس . و السؤال هل هو مرض بلا علاج . و الجواب بالطبع لا فلكل داء دواء . و السؤال الآخر وكيف يكون العلاج ؟ العلاج يكون بأسباب المرض نفسه . بأن نتخذ الإجراءات التي تهدم هذه الأسباب من أساسها و نستخدم نقائضها .. فنحارب التقديس الوهمي للحاكم بوضعه في حجمه الطبيعي , و في الوقت نفسه لابد من اعادة نشر المفايهم الصحيحة و نبذ الأفكار الهدامة التي تدعو الي السلبية و التبعية و الاستسلام .نحتاج إلي تحركات متكاتفة و متنوعة .. سياسية و أجتماعية .. و تثقيفية .. لكسر حاجز الخوف و الصمت ... و هي تحركات تحتاج لنفس طويل و ارادة حديدية
صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.
صاحب الشطحات

- Mo Magdi
- باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.

المخزن
-
▼
2007
(57)
-
▼
08
(41)
- اريد جمال رئيسا
- الكتابة و الكتبة
- حزب الجبهة هل يصلح كبديل ؟
- انتهي المشوار و ابتدا البلوج
- استراحات قصيرة
- أحداث الدخيلة - حين تعمي الطائفية الأبصار
- لحظات الحب و الجنون
- انتحار امرأة
- ثلاثة تجارب و لسة
- انحراف شيخ
- البهائيين و المواطنة
- المسحراتي التائه و الناس المنتظرة
- المفرمة
- زمن باراباس
- الحرية لماذا نفتقدها و كيف نوجدها ؟
- الهلالي الذي تاه
- الصمت
- كام مرة سرقت نفسي ؟
- ثقافة الكلام المرسل
- بين الشخصانية و الموضوعية أين أنت ؟
- الصبر مفتاح
- عبدة - قصة قصيرة
- ليلي - قصة قصيرة
- لسة مرستش علي طريق
- تواريخ مهمة كانت بيني و بينها
- احساس غريب بعد ما انتهي المشوار
- عاشق ام عيون عسلية
- المصري اليوم - أحزاب للرحلات فقط
- أحداث الدخيلة
- كفروني و أستحلوا دمي .. مش غريبة عليهم
- الاحد : حركات شباب يستضيف العبد لله
- صلاة عصرية
- أخلاق السواقين
- اجمل تعليق في اصعب وقت
- غدا ً : حركات شباب مع احمد زكريا
- انا و لا عارف انا مالي و لا ايه جرالي .. في الحرده
- نص حواري في حركات شباب
- علي الشاطئ
- عرفت قيمتك يا نت
- انتهي كورس ال ICDL
- مدام كوثر .. لك ِ التحية
-
▼
08
(41)
الفهرست
- يومياتي (48)
- الشطحات (26)
- تجارب أدبية (15)
- لحبيبة مُنتظـَرة (12)
- المرحومة شبابيك (9)
- نبض الشارع (8)
- تنويهات (6)
- مجدي ع الشبكة (5)
- صَور تصَاوير (4)
- قرأت لكم (4)
- اراء تحتاج مراجعة (1)

الشتم لغة العجزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق