صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

انحراف شيخ


القصة الآتية واقعية . وجدتها من الأهمية و ما تحمله من دلالات تنعكس بشكل أو بآخر علي واقعنا السياسي و الفكري و الإجتماعي جديرة بأن يُسلط عليها الضوء . فهي قد تحل كثير من الإشكالات . و تمهد السبيل نحو فهم أصح و أرقي لدور الدين في الدولة كسلطة موجهة ( بكسر الجيم و فتح الهاء ) للناس في شئون حياتهم . و هو ما لا يمكن إنكاره . بطل هذه القصة شيخ أزهري يعمل بإحدي المساجد الصغيرة . و هو يشتهر بين الناس بحُسن السمعة و سبقه في أعمال الخير و التيسير علي الناس . و هو للحق ما لا يمكن إنكاره علي الرجل . هذا الشيخ مُطالب حين يأتيه فلان أو علان سائلا ً لخدمة ما فعليه تلبيتها دون إبداء سوء ظن بالسائل أو دون منعه منها إن كان قادرأ علي أدائها . سواء رأي هو أن هذا السائل لا يستحقها , و هو هنا محكوم بما أمر به الإسلام بمعاملة الناس علي ظاهر حالهم أو أفعالهم . أو سواء كان بينه و بين هذا السائل خصومة شخصية . ذلك أنه مطلوب منه كرجل أزهري و شيخ جامع أن يكون قدوة للجميع . و المثال الذي يُحتذي به . و للإمانة مرة أخري فإن هذا هو حال الرجل و طبيعته . و القصة التي أستفزتني لكتابة هذا المقال إنما أستفزتني أكثر لا بسبب خطأ الشيخ و إنما بنظرة الناس إلي الشيوخ و القائمين علي أمور الدين بأنهم مقدسون أو يحملون قدرا ً من القداسة و إنهم أولياء الله يمشون علي الأرض فينفون بذلك عنهم بشريتهم و يتقبلون أخطائهم أو إنحرافاتهم علي إنها أمور لا ينبغي أن تنزع عنهم قداستهم المزيفة . القصة ببساطة أن هذا الشيخ لجأت إليه عجوز لا معاش و لا عائل لها فأخذ يساعدها و يساعدها و حدث من زياراته المعتادة عليها أن أخذ يتجاذب أطراف الحديث مع إبنتها باهرة الجمال المطلقة . و شيئا ً فشئ تطورت العلاقة بينهما بشكل أعمق . فأرتد شيخنا إلي سن المراهقة و أصبح حتي مطلع الفجر يحادث هذه المرأة علي التلفون . و يطلب منها الحضور إلي شقته في غياب زوجته التي تكون في زيارة أمها في البلد . و لا يري في ذلك غضاضة . و يؤكد لها أن أحدا ً لن يراها من الناس . و تطور الموقف بشكل أكبر . و فوجئت أم هذه الشابة حين عادت من رحلة العمرة أن إبنتها سرقتها و دب الشجار بينهما و إنتهي بإن تركت لها إبنتها الشقة . و الأم الحزينة المسكينة تلجأ للشيخ ليساعدها كالعادة في شراء الدواء فلا يجيبها و لا يعينها كسابق عهده قبل مشكلتها مع إبنتها . و تأتي الأنباء لهذه الأم أن شيخنا الموقر صرح لإبنتها بحبه لها و رغبته في الزواج منها عرفيا ً . في البداية لم تصدق الأم . لكن تأكدت من تهرب الشيخ منها في الطريق . و أخذه موقف منها و تأكيده لها انه لن يساعدها بعد اليوم . هذه القصة ليست مجرد ( كلام فسحة ) يتداوله الناس . و إنما هي حقيقة مؤكدة أكيدة . عايشتها عن قرب روتها لي الأم بدموعها و آلامها و حسرتها و شكها فكل من يحمل لقب ( شيخ ) . بغض النظر عن الخلل الموجود في هذه العائلة فإننا أمام مشكلة حقيقية هنا . هي في دلالاتها كما أشرت بعاليه عميقة جدا ً . فهي من ناحية : تؤكد علي أن القائمين علي أمور الدين ما هم إلا بشر يصيبون و يخطئون . لهم نزواتهم أيضا ً . و من ثم فيجب أن تتغير النظرة إلي رجل الدين ( مجازا ً فلا رجال دين في الإسلام ) فتنتهي مهمة معرفته بالدين حين تنتهي إجابته عن أسئلتنا فقط ثم نعيد النظرة و التقييم إليه بعد ذلك كإنسان و كبشر عادي . و هي من ناحية أخري و ترتيبا ً علي النقطة السابقة تبين خطأ أن يكون الحكم بين الناس بالصفة الدينية فهو أخطر عليهم من كل أساليب القمع . فذلك لا يؤدي إلا إلي الإنبطاح التام لسلطة دينية تلغي العقل و الإحساس بضرورة قلب الظلم علي أصحابه لسبب بسيط أن إغضاب أصحابه من إغضاب الله


مقال منشور بشبابيك http://shbabik.net/

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة