صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

الحرية لماذا نفتقدها و كيف نوجدها ؟


سؤال من أهم الأسئلة التي تطرح نفسها خاصة عند المرور بتجارب الأمم الأخري التي نالت حريتها , و هو " لماذا تأخرت الحرية في مصر ؟ " و بصياغة أكثر وضوحا ً و صراحة " ما عوائق الحرية في مصر ؟ " و يتبعها سؤال حتمي " متي تأتي الحرية ؟ " و بداية يلزم التنويه عن أن مفهوم الحرية هو مفهوم " يوتوبي " و أيضا ً نسبي , يختلف بإختلاف الثقافات و الأفكار , و النسق القيمي للمجتمعات . و معني أنها مفهوم " يوتوبي " أنها غاية عليا يــُسعي لإدراكها , و الوصول لأفضل شكل ممكن لتحقيقها و إتمامها , و هو ما لا ينفي أنه في سبيل السعي إليها أو في تطبيقها من الوارد جدا ً حدوث تجاوزات أو أخطاء , شأنها في ذلك شأن كل ما يتعامل معه البشر . و عند هنا نصل إلي نتيجة مفادها أن " الحرية " و إن كانت مفهوم " يوتوبي " إلا أن تعامل البشر معها لابد و أن يكون نسبي . و إذا سلمنا بأن " العدل " و " الحرية " متممين لبعضيهما , فإننا نكون أمام عدد من المسلمات الهامة , منها أن لا حرية بلا عدل , و لا عدل دون حرية بالتالي , و عليه فتكون موانع الحرية هي موانع العدل , و مانعو العدل هو مانعي الحرية . و إذا أكدنا علي أن " العدل " الذي هو " اصيق الحرية " هو أيضا ً مفهوم " يوتوبي " , فإنه حين يخضع للبشر حتما ً سيئول للنسبية , فإننا بهذه النتائج نصل إلي " لب المشكلة " ( مشكلة تأخر الحرية عن مصر ) و هو غياب " العدل " الذي سببه الأول إحتكار قلة لحرية الفكر و فرض الوصاية بكافة أنواعها علي الجميع , و كبح كل محاولة للإعتراض أو المشاركة في صنع القرار . و ذلك بصبغ هالة مقدسة زائفة علي أشخاص أو مؤسسات أو أفكار , تعطيهم الحق في توجيه الفكر و الناس دون الحق في الإعتراض أو المراجعة أو المناقشة بحرية و قبول لرأي الآخر . و ساعد علي هذا إننا بطبيعتنا عندنا الاستعداد الفكري و الروحاني لتقبل هذه الأفكار , و آفة هذا إننا مجتمع أبوي , و لا أعني هنا الدعوة لعدم إحترام الكبار فهذا حقهم علينا ثم إن سنة الحياة تفرض أن نكون يوما ً مكانهم , و لكن أعني " أبوي " بمعني أنه تمادي في أبويته حتي صار غير لائق توضيح فكرة أو مناقشتها أو الإعتراض علي فكرة خاطئة , و أنتقل هذا , و مازال ينتقل - هذا التحريم - إلي رأس الدولة , فهو حسب هذه الثقافة " الكبير " الذي لا يجوز بحال الإعتراض عليه إن أخطأ أو أتبع سياسة خاطئة , فالمعتقد الثاني الخطأ , هو التفسير القاصر لجملة " أن كل شعب يستحق حاكمه " فنكتفي فقط بلوم الذات , و أن العيب منا , دون التفكير للتحرك لإزالة هذا الواقع المفروض و المرفوض , و ربط ذلك بالمشيئة الإلهية فقط , و ننسي أو نتنانسي - بالأحري - في هذه النقطة المثل كثير التكرار " إسع يا عبد و أنا أسعي معاك " . إذن السبب الأول في تأخر الحرية عندنا هو " التربية الخاطئة " علي قيم عاجزة أثبتت فشلها و عجزها . السبب الثاني هو " حالة الفراغ الفكري " فهناك حقيقة لا تقبل الشك تقول أننا " أمة لا تقرأ " و هو ما يجعلنا صيدا ً سهلا ً و رخيصا ً لأي دعاية ساذجة , تجعلنا نخلط الأفكار ببعضها , دون رابط موضوعي أو منطقي , فنصل إلي إستناجات ٍ مشوهة , تجعلنا غالبا ً مجموعة ببغاءات تردد فقط ما يلقي عليها دون فهم أو تعقل أو وعي مدرك . السبب الثالث هو إستغلال السلطة لهذه الظروف , و العمل علي استفحالها , و الاستفادة منها بأقصي المستطاع , فمثلا ً تعمل علي استغلال العاطفة الدينية , و القصور في الفهم الديني , فتربي في الإذهان أن الحاكم هو إختيار إلهي , فإن كان صالح أو فاسد , فهو قدر مقدر , ليس للشعب أن يعزله , فإن الله يتركه لحكمة , و لذلك لا ينبغي علينا صده , حتي يقضي الله أمرا ً كان حتما ً مقضيا , و بالطبع يسوقون لدعايتهم أدلة من القرآن , يحرفونها طوع أهواؤهم و مصالحهم , مثلا مثل تفسيرهم المعيب لقوله تعالي " و أطيعوا أولي الأمر منكم " مع أن في التاريخ الإسلامي نفسه ما يدحذ ذلك من إرساء الخليفة أبو بكر مبدأ محاسبة الحاكم حين قال " إن أحسنت فأعينوني , و إن أسأت فقوموني " فهو ليس فوق إرادة محكوميه . إنني أركز علي نقطة استغلال الجانب الديني في أكثر من موضع , لأني أحسب أن الدين يشكل عاطفة كبيرة داخل كل انسان , و من ثم , فان الدعاية السياسية , ليست ببعيدة عنه اطلاقا , فنجدها ماثلة امامنا مثلا في الاتهامات الموجهة لاتباع المذاهب السياسية او الأحزاب أو الجماعات أو الأشخاص المعارضون , أنهم خارجين عن الدين يهدفون لمحاربته و افساد المجتمع هذه الأسباب مجتمعة تدفعنا للقول صراحة أن لا حرية ستتم في مصر , دون تحطيم كل المقدسات الزائفة . و لن نحصل علي الحرية الحقيقية قبل إحداث نهضة فكرية مجتمعية , فالشعوب الحرة الآن , تستمتع بحريتها لأنها جاهدت في سبيلها , و دفعت الضريبة من دماءها من أجل حريتها . و لم تتم حريتها إلا عندما وعت موقفها من الدين و من الحاكم و من الحكم , و أخذت بأسباب العلم , و وضعت الفكر في أعلي مكان , وضعت كل في مكانه الصحيح . لابد أن يكون هذا هو سبيلنا نحو الحرية , لانه السبيل الوحيد الحقيقي اليها , و ما عدا ذلك وهم
منشور بشبابيك http://shbabik.net

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة