إن أصدق اللحظات هي لحظات التأمل مع الذات , فالذات هي القوة الجبارة بداخلك التي لا تستطيع إستكشاف دررها إلا إذا حاورتها , فسألتها و أجابتك , و جادلتها فأقنعتك بما أردت خفيانه أو بما خفي عنك .و لحظات الصدق شحيحة , فليس كل انسان قادر علي ممارسة فعل التأمل الصادق مع الذات , بعذوبة و شفافية وتسليم تام لما تُمليه عليه ذاته .و من هنا فيجب التمييز بين نوعين من التأمل : التأمل الصادق الحقيقي , و التأمل الكاذب الوهمي , و هو الذي تتحكم فيه وحدك في الإجابة عن أسئلتك و شواغلك , بإجابات تٌسلم بها مسبقا , و ترضيك فينتفي بذلك عامل الصدق , الذي هو معيار التأمل الحقيقي .و الشخص المتأمل هو الذي يٌعمل عقله في كل صغيرة أو كبيرة إبتغاء الوصول للحقيقة أو الإقتراب منها فهي هدفه ومطلبه , و لا سواها . و هو إن وجدها أعترف بها و خضع لها حتي لو لم تكن تتفق مع مصالحه و شئونه .و من هذا المدخل , فإن الإنسان المتأمل بطبيعته هو إنسان موضوعي فهو لا يكتفي بمظاهر الأشياء , التي قد تبدو مبهرة , بل يغوص في أعماقها حتي يتأكد من صدقها أوكذبها . فهو يعتقد أن ( ليس كل ما يلمع ذهبا ً ) فالموضوعية جوهرها التأمل الذي أداته العقل السليم الحيلم .و علي النقيض تماما ً فإن الشخصاني يكون أبعد شخص عن الموضوعية لأنها تؤرقه و تُبدد مصالحه و تحرمه من سلطاته و سلطانه الذي اليه يسعي ,و تحد من طموحاته الفردية فهو علي نفيض الموضوعي ليس مستعد لأن يكون كبش فداء لأفكار تخدم غيره فهو إنسان متمحور حول ذاته يراها شمس الوجود و يري نفسه مركز الكون الذي من عنده يبتندئ كل شئ و ينتهي فهو متسلط علي نفسه و علي غيره .متسلط علي نفسه لأنه يمنعها الإعتراف بالحقيقة التي يعرفها و التي تتصادم معه فهو أيضا ً مكابر و مغالط و معاند .و متسلط علي غيره لأنه يريد فرض إرادته عليهم سواء أقتنعوا بها أم لا , شائوا أم أبوا .و الشخصاني ضيق الأفق لا ينظر أبعد من طرف أنفه فهو متكالب علي شئونه يريد لها التمام فحسب بأي طريق كان فتراه يضرب بكفيه ذات اليمين و ذات الشمال بحثا ُ عن كل ما يساعده علي تحقيق أهدافه الآنية منها أو البعيدة . و هو لتخبطه هذا لا يعترف إلا بالحلول المؤقتة و العاجلة فقط غير ذي رؤية بعيدة , تُلم بأبعاد الموضوع وزواياه و تأثيراته بعيدة المدي , و هي الصفات التي تلتصق بالانسان الموضوعي و تدل عليه .و الشخصاني غالبا ً فاشل وجاهل ومحدود المواهب و متخلف فما شاعت الشخصانية في مجتمع إلا و رأيته في ذيل الأمم و ما اختفت عنه و انحسرت إلا و كان في طليعة الأمم المتقدمة التي تقود و التي لها تأثير ايجابي و قرار نافذ و احترام واجب .فإذا رأيت نفسك مستمع جيد لغيرك , تؤمن بأدب الإختلاف و تنظر للموضوع محل الطرح نظرة اتساع و عمق فأنت موضوعي .و إذا رأيت أنك مٌقاطع لحديث غيرك باستمرار , متشبث بآرائك , علي خطئها , ترفض الإقرار أو الإذعان بذلك ,مقدس لفكرتك فأنت شخصاني .فتــُري أنت من تكون
صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.
٢٠٠٧-٠٨-١٤
صاحب الشطحات

- Mo Magdi
- باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.

المخزن
-
▼
2007
(57)
-
▼
08
(41)
- اريد جمال رئيسا
- الكتابة و الكتبة
- حزب الجبهة هل يصلح كبديل ؟
- انتهي المشوار و ابتدا البلوج
- استراحات قصيرة
- أحداث الدخيلة - حين تعمي الطائفية الأبصار
- لحظات الحب و الجنون
- انتحار امرأة
- ثلاثة تجارب و لسة
- انحراف شيخ
- البهائيين و المواطنة
- المسحراتي التائه و الناس المنتظرة
- المفرمة
- زمن باراباس
- الحرية لماذا نفتقدها و كيف نوجدها ؟
- الهلالي الذي تاه
- الصمت
- كام مرة سرقت نفسي ؟
- ثقافة الكلام المرسل
- بين الشخصانية و الموضوعية أين أنت ؟
- الصبر مفتاح
- عبدة - قصة قصيرة
- ليلي - قصة قصيرة
- لسة مرستش علي طريق
- تواريخ مهمة كانت بيني و بينها
- احساس غريب بعد ما انتهي المشوار
- عاشق ام عيون عسلية
- المصري اليوم - أحزاب للرحلات فقط
- أحداث الدخيلة
- كفروني و أستحلوا دمي .. مش غريبة عليهم
- الاحد : حركات شباب يستضيف العبد لله
- صلاة عصرية
- أخلاق السواقين
- اجمل تعليق في اصعب وقت
- غدا ً : حركات شباب مع احمد زكريا
- انا و لا عارف انا مالي و لا ايه جرالي .. في الحرده
- نص حواري في حركات شباب
- علي الشاطئ
- عرفت قيمتك يا نت
- انتهي كورس ال ICDL
- مدام كوثر .. لك ِ التحية
-
▼
08
(41)
الفهرست
- يومياتي (48)
- الشطحات (26)
- تجارب أدبية (15)
- لحبيبة مُنتظـَرة (12)
- المرحومة شبابيك (9)
- نبض الشارع (8)
- تنويهات (6)
- مجدي ع الشبكة (5)
- صَور تصَاوير (4)
- قرأت لكم (4)
- اراء تحتاج مراجعة (1)

الشتم لغة العجزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق