صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

بين الشخصانية و الموضوعية أين أنت ؟


إن أصدق اللحظات هي لحظات التأمل مع الذات , فالذات هي القوة الجبارة بداخلك التي لا تستطيع إستكشاف دررها إلا إذا حاورتها , فسألتها و أجابتك , و جادلتها فأقنعتك بما أردت خفيانه أو بما خفي عنك .و لحظات الصدق شحيحة , فليس كل انسان قادر علي ممارسة فعل التأمل الصادق مع الذات , بعذوبة و شفافية وتسليم تام لما تُمليه عليه ذاته .و من هنا فيجب التمييز بين نوعين من التأمل : التأمل الصادق الحقيقي , و التأمل الكاذب الوهمي , و هو الذي تتحكم فيه وحدك في الإجابة عن أسئلتك و شواغلك , بإجابات تٌسلم بها مسبقا , و ترضيك فينتفي بذلك عامل الصدق , الذي هو معيار التأمل الحقيقي .و الشخص المتأمل هو الذي يٌعمل عقله في كل صغيرة أو كبيرة إبتغاء الوصول للحقيقة أو الإقتراب منها فهي هدفه ومطلبه , و لا سواها . و هو إن وجدها أعترف بها و خضع لها حتي لو لم تكن تتفق مع مصالحه و شئونه .و من هذا المدخل , فإن الإنسان المتأمل بطبيعته هو إنسان موضوعي فهو لا يكتفي بمظاهر الأشياء , التي قد تبدو مبهرة , بل يغوص في أعماقها حتي يتأكد من صدقها أوكذبها . فهو يعتقد أن ( ليس كل ما يلمع ذهبا ً ) فالموضوعية جوهرها التأمل الذي أداته العقل السليم الحيلم .و علي النقيض تماما ً فإن الشخصاني يكون أبعد شخص عن الموضوعية لأنها تؤرقه و تُبدد مصالحه و تحرمه من سلطاته و سلطانه الذي اليه يسعي ,و تحد من طموحاته الفردية فهو علي نفيض الموضوعي ليس مستعد لأن يكون كبش فداء لأفكار تخدم غيره فهو إنسان متمحور حول ذاته يراها شمس الوجود و يري نفسه مركز الكون الذي من عنده يبتندئ كل شئ و ينتهي فهو متسلط علي نفسه و علي غيره .متسلط علي نفسه لأنه يمنعها الإعتراف بالحقيقة التي يعرفها و التي تتصادم معه فهو أيضا ً مكابر و مغالط و معاند .و متسلط علي غيره لأنه يريد فرض إرادته عليهم سواء أقتنعوا بها أم لا , شائوا أم أبوا .و الشخصاني ضيق الأفق لا ينظر أبعد من طرف أنفه فهو متكالب علي شئونه يريد لها التمام فحسب بأي طريق كان فتراه يضرب بكفيه ذات اليمين و ذات الشمال بحثا ُ عن كل ما يساعده علي تحقيق أهدافه الآنية منها أو البعيدة . و هو لتخبطه هذا لا يعترف إلا بالحلول المؤقتة و العاجلة فقط غير ذي رؤية بعيدة , تُلم بأبعاد الموضوع وزواياه و تأثيراته بعيدة المدي , و هي الصفات التي تلتصق بالانسان الموضوعي و تدل عليه .و الشخصاني غالبا ً فاشل وجاهل ومحدود المواهب و متخلف فما شاعت الشخصانية في مجتمع إلا و رأيته في ذيل الأمم و ما اختفت عنه و انحسرت إلا و كان في طليعة الأمم المتقدمة التي تقود و التي لها تأثير ايجابي و قرار نافذ و احترام واجب .فإذا رأيت نفسك مستمع جيد لغيرك , تؤمن بأدب الإختلاف و تنظر للموضوع محل الطرح نظرة اتساع و عمق فأنت موضوعي .و إذا رأيت أنك مٌقاطع لحديث غيرك باستمرار , متشبث بآرائك , علي خطئها , ترفض الإقرار أو الإذعان بذلك ,مقدس لفكرتك فأنت شخصاني .فتــُري أنت من تكون

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة