صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

المسحراتي التائه و الناس المنتظرة


يحاول بعض المحللين لحالة النفور الشعبي من الإشتراك في السياسة ان يُلقي بالتهمة علي الشعب بأنه نائم و كسول و يستحق ما يلاقيه و أنه لا يستجيب لنداءات الساسة و الإصلاحيين.و الصورة علي هذا الفرض لم تُصب كل الحقيقة و إنما اعتمدت علي تفسير الموقف تفسيرا ً جزئيا ً بسيطا ً و إتكاليا ً فمن ينادون بالإصلاحو يرفعون راية الدفاع عن حقوق الناس لا يقدمون بأنفسهم المثل و القدوة و لا يفعلون شيئا ً إضافيا ً عمن يعارضوهم سوي توصيف الأوضاعالسيئة و إقتراح حلول لها دونما يمدون بأيديهم إلي الناس لمساعدتهم فالناس تريد أفعال حقيقية ملموسة محسوسة لا كلمات منمقة بليغة .الناس تريد ممن يتحدث عن سوء حالة رغيف الخبز أن يقدم لهم البديل الجيد . يريدون ممن يتحدث عن البطالة أن يوفر لأبنائهم فرص العمل . يريدون ممن يتحدث عن سوء حال المعاشات أن يعطيهم ما يسد رمقهم و يملأ بطونهم التي كادت تيبس من الجوع .الناس تريد بدلا ً من الدخول في متاهات سياسية و مغالطات فكرية لا يفقهون منها شيئا ً من يوفر لهم سبل المعرفة الرخيصة و الحقيقية والتييستطيعون عن طريقها ان يعرفوا ما الذي يدعوه اليهم هؤلاء الساسة و الاصلاحيين .الناس تريد من يخاطبهم بصدق و يعاونهم بإخلاص و يمد يده مع اياديهم لا من يصف حالهم فهم ادري بحالهم منه .الأزمة ليست في المواطن , الأزمة فيمن يخاطب المواطن أنه يظن أنه يخاطب مواطن في سويسرا او في اليابان , في أنه يتخيل أنه يخاطب مواطن لديه القدرة علي الإدخار و من ثم الإختيار لمن يمثله في البرلمان او في رئاسة الجمهورية بناء عليايدلوجية فكرية , بينما يتناسي ان ايدلوجية هذا المواطن الحقيقية هي احتياجاته الاساسية التي هي ابسط الاشياء في وجوده كانسانقبل كل شئالمشكلة ان من يخاطبون المواطن يعتقدون ان السياسة هي الحل الاوحد لحل مشاكله و انها البداية مع ان البداية الحقيقية هي التكافلالاجتماعي الحقيقي هي النزول الي ارض الواقع هي دخول كل بيت بالمساعدة و الخدمات الحقيقية لا بالخطب و لا بالمنشورات الحماسيةو لا بالدعوة الي الاشتراك في المظاهرات او الاحتجاجات .انسان لا يملك قوت يومه و مسئول عن اسرة مكونة علي الاقل من اربعة افراد كيف تكون السياسة همه الاول و هو اولا ً غير مستعدلان يضحي بوقته غير في العمل ساعات اكثر ليجني اموال اكثر ليكفي احتياجاته اليومية العادية و البسيطة و ثانيا يخشي فقد مصدر رزقهدون ان يوفر له من يدعونه الي السياسة وظيفة احتياطية تجعله يمارس حقه السياسي بكل حرية .انسان يريد من يخاطبونه ان يسوقوه كالأنعام الي صندوق انتخابات دون ان يفهموه حقيقة معتقدهم السياسي بوضوح و شفافية كيفيأتمنهم علي نفسه و مستقبله , كيف يثق فيهم , كيف يدافع عن حقه في اختيارهم ؟انسان يريد أن يعيش حر في وطن حر كيف يشعر بالحرية و من يدعون مصلحته و القيام علي أمره لم يقدموا له شهادات اعتماد نحو انهم الاختيار الافضل و البديل الاحسن و الآمن كيف يحشد نفسه خلفهم و كيف يلبي نداءهم و هو يدري حدسا ً و يقينا ًعن تجارب سابقة مريرة ان لا فرق بين زيد و بين عبيد .

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة