صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٥

ليلي - قصة قصيرة


" ليلي "" أمر علي الديار ديار ليلي .. أقبل ذا الجدار و ذا الجداراوما حب الديار شغفن قلبي و لكن حب من سكن الديارا "آه يا قيس .. تتألم لأنك تعشق .. و كم من قيس مثلك يعشق .. و يتألم .هل كانت ليلي حقا ً تـُحبك يا صديقي ..؟! أم كانت تحب أشعارك ؟!سؤال لطالما شغل بالي .. و لطالما ملت إلي الإجابة الثانية ..لا تسل لماذا ؟!ربما أكون أنا معقد من النساء .. فقد رأيت الكثير منهن .. لكني أحن دوما ً إلي ليلي وأكتب فيها الشعر , و يــُكحل السودا عيوني من السهر , و صادقني القمر لأني أزورهكل مساء حتي صباح اليوم التالي ." ليلي " خلدها قيس بأشعاره .. كما خلد روميو ؟جولييت ., و كما خلد عنترة " عبلة " و أتسائل لماذا لم يذكرتاريخ العشق أن إمرأة خلدت حبها لرجل ؟- أجاب صديقي : أنسيت كلوباترا ...؟- قلت : كليوباترا .. لم تكن رومانسية .. بالشكل المفهوم , كانت سياسية , سخرت ذكائها وجسدها لأجل مصالحها و عرشها .كان حبها لقيصر ثم لأنطونيو" حب سياسي "- لكن كيف خلدهم الناس بين العاشقين .. إن كان ما تدعيه صحيحا ً ؟- الناس يا صديقي تحتاج للعشق و الحب . الناس يا صديقي .. نزعتهم دائما ً رومنسية..أبهرهم مشهد الإنتحار لهما .. و نسيا أنه عـُرف قديم إنتحار الملوك خشية الأسر .و مع هذا فإني أحب " ليلي " . ربما تكون طبيعة الرجل في داخلي تحرضني علي هذا ..لكنه " التحريض الجميل ".-2-أسمعك يا كاظم تقول : " أنا عاشق حتي البكاء , وحبيبتي يوما ً ستأتي كي تبادلني الوفاء "أتت ليلاي .. حبيتي من بلاد الغربة . أتت بعد عامين .. قاطعة آلافا من الكيلومترات .. حاملة معها آلام وجراح ..تشقي بها الجبال ..وتئن منها السماء ..في التراث أن الذي سافر ليأتي بالنوق الحــٌمر هو " عنترة " مهرا ً لحبيبته ..و إغترب سنينا ً كثيرة .. و تعرض لأخطار ٍعظيمة .. تعرض معها لخطر فقد حياته أكثر من مرة ..لكم كله يهون لأجل حبيتبه التي لم ينسها لحيظة من الزمان .. حتي أثناء القتال ..تذكر بسمتها " فوددتُ تقبيل السيوفِ لأنها لَمَعَت كبارق ثغرك المتبسم"أتت حبيبتي, و حملت لي معها , أحلاما ً جميلة و بسيطة , ناسية كل الفروق الإقتصادية بيننا , لتحلم أحلام طفلة جميلةومبهجة . بإمكانها لو شاءت التنزه أن تكون في أفخم الأماكن , لكنها لأنها تريد أن تكون معي و بجانبي, تفضل المطاعم الشعبية ..و ان تشاركني أكل الكشري و الترمس و المشي علي الكورنيش .. و الجلوس بجانبي علي الشاطئ تغطينا السماء و يحضننا البحر .. تشعر بالأمان و هي مستلقية علي صدري و أشعر بالنشوة حين تقول لي " أنت دنيتي "كانت هذه أحلامنا البسيطة . لكن هل حقا ً " تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن "هل إستسلمت لقيود مجتمعنا .. الصارمة و الغير مبررة .. و البربرية ..- إنه إستيقاظ العقل ..- أي عقل يا صديقي .. في الحب لا عقل .. و لا قيود ... و لا محال .. الحب لا يعرف إلاأن نكسر حدود الزمان و المكان .. مهما كانت القيود ..لا تقل لي إن مشكلتي جموح مشاعري .. فمشاعر مقيدة .. كالجثة الميتة .يا صديقي .. الحب ينتصر في النهاية .. بعيدا ً عن وهم القيود ..-3-" عانيت .. عانيت لا حب أبوح به و لست تدرين شيئا ً عن معاناتي ..أمشي و أضحك يا ليلي مكابرة .. علي أٌخبي عن الناس إحتضاراتي "هل تبرأت ليلي .. من حب قيس لها ؟ و إن كان فلماذا ؟ و ما ذنب المسكين ... تتركه للظن يقتله .- تفسر صديقتي الموقف لي : إنها تحبك , و يمنعها عنك قيد الضمير .. و تستطرد : الضمير وهم نصنعه ..لنبرر به أفعالنا .. ونـُصبغ عليها مسحة الخير ..- أخاف يا صديقتي أن تكون فهمت عشقي لها خطئا ً , أن يتبادر لذهنها أني كنت أخدعها , أو أتسلي بها , كما يتسلي الطفل بلعبته .نعم " الرجال أطفال كبار " يسعون أيضا ً للإمتلاك .. و السيطرة .. و الوحدنة في الحب و في كل شئ ...لكنهم لا يكسرون كالأطفال ألعابهم بل يضعونها في متحف كي تظل طول العمر شاهدا ً عليهم ...شاهدا ً خالدا ًعلي أحاسيسهم النبيلة .. و الجميلة ...-4-و أعود .. اعود لطاولتي .. لا شئ معي سوي كلمات "يا لوعة الفؤاد .. المتعب من صبابته ... إليك يا حبيبتي يشتاق ..يتمني أن يراكي .. و لو للحظات ...ما أصعب هذا البعد... إن كان العشق .. عشقك .. أنتي بالذات ....يا إمرأة .. قلبت موازيني ... و جرت في شراييني ..جريان الدم في الوريد ...أخاف ... أن تكوني وهما ً ... أخاف أن تكوني مجرد زكري ...فتعبت من زكرياتي الحزينة ...و من أفكاري الليلة و النهارية.. التي أضحت أزكارا ً ..كأوراد الصباح و المساء...يومية ...و مقدسة ...أخاف أن تكوني كما كانت ليلي الأخري ... شيئا ً جميلا ًمات قيس و لم ينله...(( إنتهت ))

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة