إن الحديث عن ثقافة الكلام المرسل ليس بالشئ الهين , إذ أن لهذه الثقافة إنعكاسات عميقة تؤثر علي تأخر أو تقدم المجتمعات تبعا ًلمدي إنتشارها أو إنحسارها .و بداية ينبغي التمييز بين ( ثقافة الكلام المرسل ) و بين ما يمكن أن نسميه بـ ( ثقافة الكلام الدقيق ) . فيبنما الثانية تقوم علي أسس موضوعية كمحاولة الوصول إلي الحقيقة وحدها , و التأكد من صحة ما يُسمع و ما يُقال , بالتدقيق الشديد في الكلام و محاولة إختبار صدقه من كذبه , و حقيقته من وهمه , ثم عرض النتائج في النهاية و رصها بطريقة كيفية رصينة .نجد أن ثقافة الكلام المرسل هي علي نقيض ذلك كله , تتسرع الأحكام و تتعجل النتائج , و تعرض لأفكارها بطريقة كمية خفيفة . و بمعن ً آخر , فالفارق بين الثقافتين أنه بينما ثقافة الكلام الدقيق تقوم علي الموضوعية و إعمال العقل , تقوم ثقافة الكلام المرسل علي الخفة و راحة العقل . و ثقافة الكلام المرسل , مولودة من الجهل و ناشرة له أيضا ً . و هي كذلك مولودة من التعصب و مولدة له فهي تخاطب المشاعر و العواطف لا العقول و هي كالسرطان الذي يتمدد في الجسم حتي يغطيه كله بمرور الزمن حتي يصبح مآله الفناء . و اللافت للنظر , أنك حيث تري مجتمع متخلف تجد هذه الثقافة شائعة فيه , و عكس هذا لا تري مجتمعا ً متقدم إلا و هي محسورة فيه , و لا ادل مثال علي ذلك من أوربا و نقلتها الكيفية من جهالة العصور الوسطي إلي مدنية العصور الحديثة , حين أختلف تفكير الناس من ( انا أصدق و لهذا يمكن أن أفهم ) إلي ( أنا أفهم و لهذا يمكن أن أصدق ) .و لعل قديما ً تنبه أفلاطون إلي هذا حين أشار في مدينته الفاضلة إنه لن تتحقق سعادة أو خير أو عدل للبشرية إلا إذا حكم العالم الفلاسفة , فالناس حسب تقسيمات عقولهم ثلاث عقول , كما يشير , سيد يوسف , عقول صغيرة تهتم بشخصنة الأمور , و عقول عادية تهتم بمناقشة شئون الحياة اليومية , و عقول كبيرة لا تهتم لا بشخصنة الأمور و لا بمناقشة شئون الحياة بل هي إما تدحض الآراء أو تعدلها أو تضيف إليها .و من هذا فإن سبب إنتشار هذه الثقافة هو وجود ( أزمة عقول كبيرة ) , فلا جدال أنه كلما أتسعت قاعدة العقول الكبيرة كلما أتجهنا أسرع نحو التقدم علي كافة المستويات , و كلما لا زالت قاعدة العقول الصغيرة و العادية تتسع كلما تخلفنا عن هذا . اننا نحتاج الي ( تعليم حقيقي ) يُعمق الفكر و يخلق روح النقد و الشك , و يفتح نوافذ جديدة علي الابداع , و يرسي قيم الحوار الجاد و الهادف و البناء و ننظر إلي اليابان , و كيف أنها تدين بتقدمها الحالي , بثورة تعليمية بدأت من عهد الميجي فجعلتها قوة كبيرة لها شأنها و وزنها في العالم .هذا هو السبيل للحد من هذا السرطان الخبيث " ثقافة الكلام المرسل
صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.
٢٠٠٧-٠٨-١٤
صاحب الشطحات

- Mo Magdi
- باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.

المخزن
-
▼
2007
(57)
-
▼
08
(41)
- اريد جمال رئيسا
- الكتابة و الكتبة
- حزب الجبهة هل يصلح كبديل ؟
- انتهي المشوار و ابتدا البلوج
- استراحات قصيرة
- أحداث الدخيلة - حين تعمي الطائفية الأبصار
- لحظات الحب و الجنون
- انتحار امرأة
- ثلاثة تجارب و لسة
- انحراف شيخ
- البهائيين و المواطنة
- المسحراتي التائه و الناس المنتظرة
- المفرمة
- زمن باراباس
- الحرية لماذا نفتقدها و كيف نوجدها ؟
- الهلالي الذي تاه
- الصمت
- كام مرة سرقت نفسي ؟
- ثقافة الكلام المرسل
- بين الشخصانية و الموضوعية أين أنت ؟
- الصبر مفتاح
- عبدة - قصة قصيرة
- ليلي - قصة قصيرة
- لسة مرستش علي طريق
- تواريخ مهمة كانت بيني و بينها
- احساس غريب بعد ما انتهي المشوار
- عاشق ام عيون عسلية
- المصري اليوم - أحزاب للرحلات فقط
- أحداث الدخيلة
- كفروني و أستحلوا دمي .. مش غريبة عليهم
- الاحد : حركات شباب يستضيف العبد لله
- صلاة عصرية
- أخلاق السواقين
- اجمل تعليق في اصعب وقت
- غدا ً : حركات شباب مع احمد زكريا
- انا و لا عارف انا مالي و لا ايه جرالي .. في الحرده
- نص حواري في حركات شباب
- علي الشاطئ
- عرفت قيمتك يا نت
- انتهي كورس ال ICDL
- مدام كوثر .. لك ِ التحية
-
▼
08
(41)
الفهرست
- يومياتي (48)
- الشطحات (26)
- تجارب أدبية (15)
- لحبيبة مُنتظـَرة (12)
- المرحومة شبابيك (9)
- نبض الشارع (8)
- تنويهات (6)
- مجدي ع الشبكة (5)
- صَور تصَاوير (4)
- قرأت لكم (4)
- اراء تحتاج مراجعة (1)

الشتم لغة العجزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق