صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

أحداث الدخيلة - حين تعمي الطائفية الأبصار





منطقة شارع الجيش بالدخيلة إحدي بؤر الإحتقان الطائفي المستمر بين المسلمين و المسيحيين لا يمر عام إلا و يكون هناك ضحايا أو قتلي ، و السبب في ذلك هو تأثر الناس بخطابات الإستعداء الديني . و منذ حوالي عشرة أيام كانت المنطقة حديث العالم حيث قام مسيحيو المهجر الأمريكي من أصل مصري بتظاهرات إحتجاجا ً علي هذه الإحداث المؤسفة .

و علي مدار الأسبوع طوقت عربات الأمن المركزي المنطقة ، و أجبرت المحال التجارية علي الإغلاق ، ما عدا المراكز و المشافي الطبية ، و كان منظرها مريبا ً أشبه ما تكون بقوات حفظ السلام في البلاد التي تعاني إنفلاتا ً أمنيا ً و سياسيا ً شديدا ً . و إنتهي الأمر بعقد مصالحة بين الطرفين المسلم – المسيحي ، رآها البعض بأنها خطوة طيبة ، و رآها البعض الآخر إنها خطوة روتينية لن تحل المشكلة حلا ً حاسما ً .

لكن ما الذي حدث ليجعل هذه المنطقة في الإسبوع المنقضي حديث العالم ؟

تختلف الإجابات ، فقائل بأن السبب هو خطبة في المسجد الذي يقع بالشارع هيجت مشاعر المسلمين ضد المسيحيين ، و آخر يقول هو سب أحد المسيحيين للمسلمين ، و ثالث يقول أن مشادة بسيطة نشبت بين طفلين أحدهما مسلم و الآخر مسيحي و أن شباب الكنيسة إعتدوا بالضرب داخل جدران الكنيسة علي الطفل المسلم ، و هو أصح ما قيل في هذا الشأن ، فأستفز هذا الموقف مشاعر المسلمين ، فهجموا علي الكنيسة .

و هذه الإجابات علي إختلافها إلا أنها في النهاية تصب في نفس المعني : الإحتقان الطائفي بلغ الذروة . و وصل لمرحلة الخطر التام . و أن مصالحة كالتي تمت و أُعلن عنها لن تجدي أو تنفع . و أن الحل الحقيقي و الوحيد هو القضاء علي كل مسببات هذا الإحتقان ، من خطاب ديني –إسلامي أو مسيحي – عنصري ، أو التمييز بين المواطنين علي أساس الدين في المدارس و في الوظائف العامة .
و لابد من الإعتراف حين نقول أن الخطاب الديني بحاجة إلي تعديل ليبتعد عن زرع مفاهيم العنصرية أن الخطأ هنا ليس خطأ رجال دين دون دين و إنما هو خطأ كلا رجال الدينين فكما يغرس صغار دعاة و أئمة المسلمين في المصلين أفكارا ً مثل عدم جواز مصافحة أهل الذمة ، و أنهم بشر من الدرجة الثانية ، نجد أن القسيسين ،بالقدر نفسه ،في قداس الأحد يغرسون في المسحيين أفكارا ً تصب في النهاية إلي سادية و عدوانية المسلمين . و تنتقل هذه العدوي إلي كبار علماء الدين من الديانتين فكما قامت الضجة الكبيرة بسبب كتاب المفكر الإسلامي د. محمد عمارة ، فتنة التكفير ، و الذي أورد فيه نصوصا ً لإبن تيمية تدعو لمعاداة المسحيين و نبذهم ، نجد البابا شنودة ، منذ أسبوعين ، في خبر منشور بجريدة المصري اليوم ، يدعو المسيحيين إلي أخذ العبرة من دروس التاريخ ، و كيف صبر المسيحيين الأوائل ضد ظلم الدولة ، ثم سادت ديانتهم بعد ذلك ، في إشارة واضحة ، إلي عدم إستعجالهم قيام دولة دينية مسيحية ، و أن هذا حتم تاريخي .

إن ما يحدث يقودنا للتساؤل بجدية : إلي متي ننتظر حتي نفاجئ بقيام حرب أهلية ؟


23/6/2007

المقال منشور بمجلة شبابيك


كما تم نشره بجريدة البديل الورقية






ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة