صفوها أنتم بما شئتم .. فلا أعرف لها وصف محدد، أنا فقط أريد أن أعبر عن ذاتي.

٢٠٠٧-٠٨-١٤

البهائيين و المواطنة


للظهور من جديد قضية البهائية و البهائيين لتعود معها نفس حدة الاختلاف او الاتفاق و تعود مرة أخري أصوات التكفير للظهور و الجهير بأصوات صاخبةفرحة بالحكم الذي منع الوطن من هؤلاء الكفرة المرتدين اعداء الوطن و الدين صنيعة بني اسرائيل .و الحق إن هذا الحكم جاء صدمة بكل المقاييس لكل من يعرفون فكرة المواطنة و الدولة المدنية التي لا تميز بين الناس بسبب دين أو جنس أوعرق أو فكر . بل أضع هذا الحكم في سياق عشرات الخطوات للخلف .هذا الحكم الذي صدر اخيرا ً عن محكمة مجلس الدولة صدمة بكل المقاييس الصحيحة و الاعراف التي تنبذ العنصرية بل و تتصادم ايضا ً مع صحيح الدين الذي يدعو للتعايش السلمي و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوة الي سبيل الله بالحكمة و الموعظة الحسنة . ويجعلنا امام تساؤل ملح و ضروري و هام مفاده : هل نحن دولة مدنية لا تميز بين مواطنيها علي اي اساس عنصري ام اننا دولة دينية تعتبر كل من هو مخالف لدين الدولة الرسمي من الرعايا و ليس من المواطنين ؟ظهر عقيب الحكم و قبيله أصوات المدافعين عن الاسلام وكأنهم من يحمون حماه و معهم توكيل رباني بالدفاع عن الدين في الارض . هؤلاء الذين خالفوا الدين بخضوعهم و خنوعم و قبولهم و رضاهم بحكم مستبد طوعا ً اوكرها ً دون ان يتخذوا موقفا ً إلا إرجاع الأمر إلي مشيئة الله فحسب. وهوتبرير ساذج من سذج مرائين .ان ابسط قواعد اي دين هو نشر قيم التسامح و البر بالانسانية . و منطقيا ً فإن كل ما يتصادم مع هذه القيمة فهو ضدها .هؤلاء مواطنون أكثرهم أكتسبوا هذا الدين عن آبائهم وأجدادهم فوجدوا انفسهم بهائيين . ما ذنبهم في أن يحرموا من خيرات هذا الوطن . أهذا بداعي الدين و الحفاظ عليه .. ؟اقول لكل المحافظين علي لواء الاسلام اقتداء بقولة عبد المطلب للنجاشي ( للدين رب يحميه ) و اذكرهم بقول الرسول ( انتم اعلم بشئون دنياكم ) في اشارة لفصل الدين عن السياسة . و اذكر لهم ان مسلمي الامس اكثر تسامحا ً و انسانية و فهما ً و غيرة علي الدين .. منكم يا مسلمي اليوم . اقول لهم ان مسلمي الامس لم ينبذوا حتي اصحاب الاديان البدعية كما نبذتموهم انتم بل اشركوهم معهم في الحياة العامة و شجعوهم علي الابداع فغذوا الحضارة الاسلامية بعلوم كان لها السبق و الفضل حتي هذه اللحظة .اتركوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله . و اتقوا الله في البهائيين او غيرهم . ما رأيكم لو كنتم انتم مكانهم في دولة دينية لا تعترف بغير البهائين مثلا ً و ترفض استخراجمحررات رسمية لكم بدينكم اومعتقدكم الحقيقي . و لم تجدوا رعاية لابنائكم أو شيوخكم أو نسائكم . و لم تجدوا حقا ً لابنائكم في تعلم جيد اوكسب مشروع .اتقوا الله ..و للدين رب يحيمه


مكتوب سنة 2006

ليست هناك تعليقات:

صاحب الشطحات

صورتي
باحث عن الحقيقة،حقيقتي،وحقيقة كل شئ،متناقض،ربما،ناقد لكل ما حولي،أكيد،أتطلع للسمو لكني ملتصق بالأرض.


المخزن


الشتم لغة العجزة